إن العلاقات الأخوية بين بلدنا باكستان والمملكة العربية السعودية ترتكز على مبدأ التضامن الإسلامي وإنها نموذج تحتذي به الأمم الأخرى، حيث أن علاقاتنا مع المملكة العربية السعودية علاقات قديمة منذ استقلال بلدنا من الاستعمار البريطاني عام  1947 م  وهي علاقات دينية وعقدية  التي أصلها ثابت وفرعها في السماء لأننا متحدون ومجتمعون ومتفقون في شعارنا الوحيد  ” لا إله إلا الله محمد رسول الله “ودستورنا القويم  المستمد من ” كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ” وهذا يدل دلالة واضحة على وحدة العقيدة والإيمان بين الدولتين الشقيقتين .

وهذه العلاقات مبنية على أساس من الصدق والتفاهم المشترك والاحترام المتبادل الذي يعود إلى الأيام الأولى لنشأة بلادنا في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية. ففي عام 1943م عانت البنغال في عهد الاستعمار البريطاني من المجاعة وتعرض المسلمون في البنغال لتهديدات، مما دفع مؤسس بلادنا محمد علي جناح إلى مناشدة الدول الأجنبية لإنقاذ المسلمين في البنغال، وكان أول تبرع بقيمة(۱۰۰۰۰) جنيه إسترليني وصل إلى مسلمي البنغال كان من مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز رحمه الله .

ولن ننسى ذلك اليوم في الأمم المتحدة عندما قدَّم الوفد السعودي الذي يقوده فيصل رحمه الله وفدنا الذي يقوده ميرزا أبو الحسن الأصفهاني  إلى العالم في عام 1946 م ، كما قدَّم فيصل رحمه الله  وفدنا  شخصيّاً إلى معظم رؤساء و وفود الدول الأخرى في اجتماع الأمم المتحدة، والذي نقل تفاصيل مطالب المسلمين في الهند البريطانية وقرار تسمية باكستان.

وكما لا يخفى على أحد علاقة مؤسس المملكة الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله مع علماءنا أهل الحديث، وإليك نص وصيته التي يحث ويدعو فيه علماءنا إلى اجتماع الكلمة والوحدة

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود إلى كافة إخواننا أهل الحديث -حفظهم الله تعالى -السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :

فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ، وأصَلی وأسلّم على خير أنبيائه ، وأسأله تعالى لنا ولكم التوفيق لما يحبّه ويرضاه ، تعلمون – حفظكم الله – أن التّواصي بالحقّ والصّب من خصائص المؤمنين ، وتعلمون أنّ الّله سبحانه وتعالی وصف المؤمنين بأنّهم رحماء بينهم ، وإن حرصنا على جمع كلمتكم لإعلاء شأن التوحيد في سائر الآفاق هو الذي يدعونا للكتابة إليكم  وإنّه ليؤلمنا أن نرى في جماعتكم أيّ خور أو ضعف ، كما أنه يؤلمنا أن يصيبكم أيّ أذى بأيّ سبب من الأسباب .

وقد رأينا من تتبّع أخباركم أنّ غيركم من الفرق جمعوا كلمتهم ونظموا صفوفهم للذود عن مصالحهم، وأنتم غير مبالين في جمع كلمتكم لحفظ شأن جماعتكم ، لذا أدعوكم لله لشمل جماعتكم ، وأدعو قادّة الرأي منكم للاجتماع والعمل لما فيه نشر التوحيد والمثابرة على العمل في هذا السبيل الذي يعظم الله فيه الأجر ليكون بذلك الحسنى من صلاح الدنيا والدين ، وأن اجتماع كلمة الناس وتفرق كلمتكم فيه الوهن لصفوفكم والحط من مقام جماعتكم ، وهذا ما نرجو أن لا يكون بينكم . واسأل الله لكم التوفيق في كل ما يعلي شأنه ويرضي وجهه الكريم .

وحرصاً على تعزيز العلاقات بيننا كُتبتْ أوّل صيغ العلاقات الرسمية بين المملكة وباكستان، و هي معاهدة صداقة وأخوة المكونة من خمس مواد، بين المملكة العربية السعودية وباكستان في عهد مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز – رحمه الله-

اول معاهدة صداقةواخوة بين البلدين الشقيقين:

أبرمت هذه المعاهدة  في مدينة جدة في 25 صفر 1371هـ الموافق 25 نوفمبر 1951م، وتم تبادل وثائق إبرامها في يوم الثلاثاء 17 جمادى الآخرة 1372هـ الموافق 3 مارس 1953م ووقعها من جانب السعودية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وزير الخارجية نيابة عن الملك عبدالعزيز آل سعود ومن جانبنا وقعها مندوبنا الوزير المفوض  فوق العادة الحاج عبدالستار سيت بالنيابة عن حاكمنا العام. وتقضي المعاهدة بعلاقات أخوية إسلامية صادقة وبسلم دائم، وعدم استخدام أراضي أي من الدولتين للإضرار بالدولة الأخرى.

ومهدت المعاهدة لاتفاقات خاصة بشأن التسهيلات للحجاج والأمور القنصلية والتجارية والجمركية والإقامة والمرور والمواصلات والثقافة وتسليم المجرمين.

وقد علق الملك عبدالعزيز على المعاهدة عند التصديق عليها بالتعليق التالي: وبعد أن اطلعنا على هذه المعاهدة السالفة الذكر وأمعنا النظر فيها صَدّقناها وقَبِلناها وأقررناها جملة في مجموعها ومفردة في كل مادة وفقرة منها، كما أننا نصدقها ونبرمها ونتعهد ونعد وعداً ملوكياً صادقاً بأننا سنقوم بحول الله بما ورد فيها ونلاحظه بكمال الأمانة والإخلاص. وبأننا لن نسمح بمشيئة الله بالإخلال بها بأيّ وجه كان طالما نحن قادرون على ذلك وزيادة في تثبيت صحّة كلّ ما ذكر فيها أمرنا بوضع خاتمنا على هذه الوثيقة، ووَقّعناها بِيَدنا، والله خير الشاهدين. حرّر بقصرنا في الرياض في اليوم الخامس والعشرين من شهر محرم عام 1372هـ الموافق لليوم الخامس عشر من شهر أكتوبر عام 1952م.

نص معاهدة الصداقة :

بسم الله الرحمن الرحيم

معاهدة صداقة

بين المملكة العربية السعودية وباكستان

الحمد لله والصّلاة والسّلام على من لا نبيّ بعده.

نحن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ملك للمملكة العربية السعودية. بما أنّه قد عقدت بيننا وبين حضرة صاحب الفخامة حاكم عام باكستان معاهدة صداقة لأجل تأسيس العلاقات بين بلادنا وتقويتها، ووقعها مندوبان مفوضان من قبلنا ومن قبل فخامته وكلاهما حائزان للصلاحية المتقابلة، وذلك في مدينة جدة في اليوم الخامس والعشرين من شهر صفر 1371هـ الموافق لليوم الخامس والعشرين من شهر نوفمبر 1951 م وهي مدرجة فيما يلي:

تأييداً للاخوة الإسلامية ورغبة منهما في توطيد علاقات الصداقة الإسلامية الخالصة وتثبيتها ووضعها على أساس ثابت وتوسيعاً لنطاق التعاون القائم بين بلديهما وتأييداً لمبادئ السلام العام وفقاً لميثاق الأمم المتحدة فقد قررا عقد معاهدة أخوة وصداقة.

المادة الأولى : يسود بين المملكة العربية السعودية وبين باكستان، سلم دائم، وصداقة خالصة لا يمكن الإخلال بهما. ويتعهد الفريقان الساميان المتعاقدان، تعهداً متقابلاً بأن يحلا بروح السلم والصداقة؛ جميع المنازعات والاختلافات التي تنشأ بينهما من أي نوع كانت. وعند تعذر ذلك يحتفظان لأنفسهما بحق اقتراح أي أسلوب آخر وفقاً لمبادئ ومواد ميثاق الأمم المتحدة.

المادة الثانية : يتمتع الممثلون السياسيون في كل من الدولتين حينما يكونون في ممتلكات الدولة الأخرى بالامتيازات والحصانات المستمدة من القانون الدولي والمعترف بها بصورة عامة ويسمح للممثلين القنصليين لكل من الدولتين بعد اعتماد براآتهم القنصلية بالإقامة في ممتلكات الدولة الأخرى في الأماكن التي يسمح بالإقامة فيها للممثلين القنصليين طبقاً للقوانين المحلية، على أن يتمتع الممثلون السياسيون والقنصليون لكل من الفريقين الساميين المتعاقدين في بلد الآخر بمعاملة القطر المفضل على أساس المقابلة بالمثل طبقاً لمبادئ العرف الدولي العام.

المادة الثالثة : يتعهد الفريقان الساميان المتعاقدان بأن يمنعا أياً كان من استعمال بلادهما قاعدة لأعمال غير مشروعة ضد بلاد الفريق الآخر.

المادة الرابعة : يوافق الفريقان الساميان المتعاقدان على أن يعقدا بينهما اتفاقات خاصة بشأن التسهيلات للحجاج والأمور القنصلية والتجارية والجمركية والإقامة والمرور والمواصلات والثقافة وتسليم المجرمين.

المادة الخامسة : دونت هذه المعاهدة باللغة العربية واللغة الإنجليزية وللنصين اعتبار واحد وقد اتفق الفريقان الساميان المتعاقدان على إبرام هذه المعاهدة بأسرع مدة ممكنة وتعتبر المعاهدة نافذة المفعول بعد مرور خمسة عشر يوماً من تاريخ تبادل وثائق الإبرام.

تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين بتبادل الزيارات شخصية رفيعة الشأن :

•زيارة الملك سعود بن عبدالعزيز :

لقد قام الملك سعود بن عبدالعزيز – رحمه الله – بزيارة رسمية إلى باكستان بدعوة من حاكمنا العام غلام محمد في 17 شعبان 1373هـ الموافق 1954م كأول شخصية رفيعة سعودية تزور بلدنا ولقي ترحيبا وحفاوة من قبل حكومتنا وشعبنا. وخلال الزيارة زار الملك سعود عاصمتنا في ذلك الوقت كراتشي و كل من المدن الرئيسية  بيشاور وروالبندي ولاهور . ومنحته جامعة كراتشي الدكتوراه الفخرية في القانون.كما افتتحت في ذلك العام المفوضية السعودية في كراتشي.وتكريما له تم تسمية الحى الجديد الواقع قرب مطار كراتشي باسمه ” حي سعود آباد” .

•زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز :

قام الملك فيصل – رحمه الله – بزيارة لباكستان في28 ذي الحجة 1386هـ الموافق 19 أبريل 1966 م واستمرت زيارته خمسة أيام .حيث أكد تواصل مساعيه لتكوين منظمة اسلامية تعنى بأمور الإسلام والمسلمين. وقد وجدت هذه الدعوة تجاوباً وتقديراً وتأييداً من رئيسنا الجنرال محمد أيوب خان، وأعلنا بإيمانهما بالدعوة التالية :

الدعوة إلى تضامن المسلمين .

توحيد القوى والطاقات الإسلامية لمواجهة التحديات الجديدة سواء في عالم الصراع السياسي أو النضال .

تجاوز حواجز الجهل والأمية وصعوبات التنمية.

تكوين منظمة المؤتمر الإسلامي  :

وفي اليوم الحادي والعشرين من شهر أغسطس  عام  1969م شهد المسجد الأقصى عدواناً إسرائيلياً أسفر عن إحراق الجناح الشرقي منه بالكامل واحراق السقف الجنوبي ومنبر السلطان نور الدين ومحراب صلاح الدين. وشكلت هذه الحادثة الخطيرة إنذاراً إلى البلدان الإسلامية بشان سلامة المقدسات الإسلامية تحت الاحتلال الصهيوني. فأجرى الملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله – اتصالات مع الزعامات الإسلامية وفي مقدمتها بلادنا ، وأثمرت الاتصالات عن تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي. ومثلت المملكة وباكستان ركنين أساسيين في أعمال المنظمة وقراراتها.

وبلغ التعاون السعودي وحسن النية والمشاعر المشتركة ذروتها عندما اختارت السعودية عقد مؤتمر القمة الإسلامي الثاني في مدينة لاهور التاريخية في3 محرم 1394هـ الموافق 22 فبراير عام 1974م. وحضر وفد المملكة المؤتمر برئاسة الملك فيصل – رحمه الله – . وهناك وجد فيصل – رحمه الله  -حفاوة بالغة.

من بعض ثمرات زيارة الملك فيصل  – رحمه الله – لباكستان .

أمرالملك فيصل رحمه الله ببناء مسجد جامع وتم بناءه في عهد الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله في إسلام آباد بتكلفة خمسة وعشرين مليون دولاراً  وسمى بـ”مسجد  الملک فيصل”

أمر ببناء جامعة إسلامية وسميت بـ الجامعة الإسلامية العالمية  في إسلام آباد وأسست الجامعة عام 1980 بدعم من عدد من حكومات الدول الإسلامية من بينها المملكة العربية السعودية, ماليزيا, جزر المالديف, تركيا، باكستان وغيرها.و كذلك من منظمة المؤتمر الإسلامي. تدرس الجامعة ليس فقط العلوم الإسلامية بل كذلك العلوم الاجتماعية والعلمية الأخرى.

كما سميت مدينة لائلبور الصناعية -من أكبر المدن في إقليم البنجاب- باسمه مدينة (فيصل آباد).

تسمية قاعدة جوية في كراتشي بقاعدة الملك فيصل الجوية .

تسمية  الشارع الرئيسي شارع مطار كراتشي بــشارع الملك فيصل .

تسمية الحي المجاور لمطار كراتشي بحي الملك فيصل.

زيارة الملك خالد بن عبد العزيز:

تلبیۃ للدعوۃ الکریمۃ من رئیسنا السابق فضل الھی شودری قام الملک خالد بن عبد العزیز ملک المملکۃ العربیۃ السعودیۃ بزیارۃ رسمیۃ إلی باکستان فی الفترۃ من 1722 من شھر شوال سنۃ1396ھ حیث لقی الوفد المرافق لہ استقبالاً حاراً رسمیاً وشعبیاً.

وتعمق العلاقات الباكستانية السعودية في عهد كل من خادم الحرمین الشریفین الملك فهد بن عبدالعزيز وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمهما الله .

موقف المملکة من قضیة کشمیر

عُرِف عن المملکۃ العربیۃ السعودیۃ مواقفها العدیدۃ والمشرفۃ علیٰ کافۃ الأصعدۃ فکان لها موقفها الکبیر والمتعاضد القوي إلی جانب الأمۃ الإسلامیۃ من خلال محنھا وقضایاھا التی وقفت إلی جانبھا وآزارتھا فی محنتھا وشدت من عضدھا للتفرد  ولتتمیز عن غیرھا بترکیزھا علیٰ مبداء التضامن الإسلامی وھو القاسم المشترک بینھا وبین دول الإسلامیۃ، فالمملکۃ لم تکن بمعزل عن الأمۃ الإسلامیۃ ولابعیدۃ عنھا ولاعن قضایاھا، بل کانت حاضرۃ علی الوجه المطلوب داعمۃ بکل قوتھا مسخرۃ کافۃ إمکانیتھا لدعم قضایا الأمۃ الإسلامیۃ علی اعتبار الأخوۃ الإسلامیۃ ومن ھذہ القضایا قضیۃ کشمیر التی تشکل واحدۃ من أھم القضایا والمآسی التي یعیشھا المسلمون من جراء الظلم الاستعماری والطمع الإقلیمی، فالظلم الإستماری ھو ظلم الاستعمار الإنجلیزی والطمع الإقلیمی ھو طمع الھند فی ھذا الإقلیم المسلم.وھي الاقـدم على جـدول اعمال الامم المتحدة، والقضية اللامنتهيـة لتقسيـم شـبة القـارة الهنديـة. الشعب الكشميري مازالــوا يئننـوا تحت وطـاة الضغط الهندي، لهـم تاريخ طـويل لاجل النضـال للحريـة نسبة لاي شعب في اي جزء اخر من شبة القـارة.

فمشکلۃ کشمیر ھی المشکلۃ الدائمۃ فی علاقاتنا مع الهند حتی الیوم ونشبت بسببھا حروب ومواجھات عسکریۃ بین بلدین.

وتجاہ قضیۃ کشمیر أن المملکۃ العربیۃ السعودیۃ تقف دائماً مؤیدۃ لباکستان فی قضیۃ کشمیر وأنھا تساند  الجھاد الکشمیر۔

وقضیۃ کشمیر قضیۃ عادلۃ تریٰ فیھا الحق واضحاً وضوح الشمس فی رابعۃ النھار وشعبھا شعب مجاھد استطاع بفضل الله أن یحرک ثلث وطنه وأن یحافظ علی ھویتہ الإسلامیۃ۔

ومن القنوات التی من خلالھا تقدم المملکۃ العربیۃ السعودیۃ الدعم إلی قضیۃ کشمیر مؤتمر العالم الإسلامی والندوۃ العالمیۃ للشباب الإسلامی۔

أفغانستان الهم المشترك بين البلدين الشقيقين :

وقد مثل الاحتلال السوفيتي لأفغانستان تحدياً لبلادنا المجاورة لأفغانستان، وللمملكة التي وجدت نفسها معنية بتحرير بلد إسلامي يعاني الويل على أيدي الشيوعيين.

وقدم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله  دعماً سياسياً قوياً لبلدنا لتحمي نفسها من الخطر الذي يهدد  أراضيها في الغرب. وتضافرت الجهود مع الظروف السوفيتية الداخلية لتتحرر أفغانستان، ولكنها مع الأسف انزلقت في حرب أهلية. وقد قام خادم الحرمين الشريفين بجهود كبيرة لحل النزاع بين الأطراف الأفغانية المتحاربة.

وقد زار جميع ملوك السعودية تقريباً بلادنا والعكس بالعكس بالنسبة إلى قادتنا، كما زارت بلادنا وفود رسمية شملت وزراء وكبار المسؤولين ووفوداً وزارية وعسكرية وأئمة الحريمين الشريفين ورجال أعمال وتجاراً بهدف تعزيز التعاون معنا .

تجربة باكستان النووية

أمريكا و دول غربية تفرض عقوبات اقتصادية قاسية  علينا والسعودية تدعم اقتصادنا :

فالسعودية دافعت عن أحقية دولتنا في امتلاك السلاح النووي للدفاع عن أراضينا حيث أصبح أمننا يهدد بعد امتلاك الهند للسلاح النووي،  وعندما قام بلادنا بتجربة النووية يوم الثامن والعشرين من شهر مايو عام 1998م فإثر ذلك فرضت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية عقوبات اقتصادية قاسية علينا فقامت المملكة الشقيقة بدعمنا اقتصادياً ونفطياً بقيمة ملياري دولار ، واستمرت هذه العقوبات حتى بعد أن وصل الجنرال مشرف إلى الحكم عام 1999م.

ذكر بعض من المواقف  الإنسانية  للسعودية :

وكان للمملكة العربية السعودية مواقف ايجابية كثيرة مع باكستان وعلى رأسها المواقف الانسانية فقد وقفت المملكة بجانبنا إبان تعرض أراضينا للزلزال في شهر اكتوبر 2005م حيث  تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بـ 500 مليون ريال سعودي

أقامت المملکة جسر جوي يحمل مواد اغاثة وجرى انشاء مستشفى ميداني في مدينة مانسهره بإقليم خبير بختون خواه

مساعدة متضرري زلزال باكستان بتقديم العون من خلال التبرعات الشعبية التي بلغت أكثر من 450 مليون ريال.

منح مواد إغاثة لمنكوبي الزلزال في إقليم بلوشستان بقيمة مائة مليون دولار

توزيع سبعة آلاف قطعة من البطانيات وكميات أخرى من الملابس الرجالية والنسائية وملابس الأطفال لآلاف الأسر الفقيرة والمطلقات والأرامل في بعض مناطق باكستان وكشمير.

مساعدات المملكة خلال كارثة الفيضانات في عامي 20102011 حيث كانت المملكة في مقدمة الدول التي استجابت لمناشدة حکومتنا.

وکما لا يخفی علی أحد جھود التي بذلھا سفير خادم الحرمين الشريفين السابق عبدالعزيز بن إبراهيم الغدير  خلا ل کارثة الفيضانات في عامي 20102011م

وتتضمن العلاقات السعودية الباكستانية عدة مجالات منها المجالات العسكرية والثقافية والتعليمية والتجارية والاقتصادیۃ.

العلاقات بين البلدين في المجال العسكري :

تمثل التعاون بين البلدين في عمليات التدريب والتمرينات العسكرية المشتركة وكان آخرها التمرين البحري نسيم البحر ـ 9 .وھي مناورات عسکرية بحرية مشترکة تقام بين البلدين الشقيقين .

مناورات السعودية الباكستانية “الصمصام 5” التي أقيمت في شھر مارس 2015م   .

العلاقات الثقافية بين البلدين :

وفي مجال العلاقات الثقافية كان بلدنا مقصد البعثات التعليمية السعودية لما لنا من ميزات نسبية على غيرنا في هذا الخصوص نظرا لبيئتنا الإسلامية المناسبة للطلاب السعوديين بالإضافة إلى قربها وتطور التعليم فيها في بعض التخصصات ويواصل مئات الطلاب السعوديين دراساتهم في كليات وجامعات بلادنا.

وفي السياق ذاته فإن المملكة العربية السعودية قدمت الكثير من المنح لطلابنا في الجامعات السعودية لا سيما في تخصصات العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية وشهدت هذه المنح ازدياداً في السنوات الاخيرة شملت تخصصات أخرى ذات طابع علمي.

إنشاء مكتب للدعوة :

كما أنشأت المملكة مكتبا للدعوة عام 1399هـ في إسلام آباد ويعمل في اطار سفارة خادم الحرمين الشريفين .

مهمات مكتب الدعوة :

تعيين مدرسين في المدارس الحكومية والأهلية لتعليم اللغة العربية والعلوم الشرعية

وتوزيع نسخ القرآن الكريم وترجماته باللغة الأوردية على الراغبين من المؤسسات والهيئات الوطنية .

العلاقات الاقتصادية والتجارية:

ترتبط المملكة مع بلادنا بروابط كثيرة، فالبلدان عضوان في منظمة التعاون الإسلامي، وفي البنك الإسلامي للتنمية، وفي اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري (الكومسيك).

وتعتمد السعودية على حوالي مليون ونصف مليون من أبناء بلادنا في قطاعات مختلفة بالمملكة، كما تستقبل كل عام حوالي مائتي ألف حاج وأكثر من 500 ألف معتمر سنوياً، إضافة إلى الآمال المعقودة على اللجنة السعودية الباكستانية المشتركة، لدفع العلاقات الثنائية قدماً، وتوثيق التعاون بين رجال الأعمال بين البلدين المعول عليهم في تسريع عجلة الاقتصاد وتنمية المبادلات التجارية والاستثمارية بين البلدين، وإقامة شراكة مع نظرائهم من رجال الأعمال، وإقامة مشروعات مشتركة، مستفيدين من المزايا والحوافز المتوفرة في كل من المملكة وباكستان.

  مشارکة القوى العاملة لبلادنا بصدق وفاعلية في عملية التنمية الضخمة التي شهدتها المملكة، وخاصة التوسعة الضخمة في المسجد الحرام والمسجد النبوي.

وفي المجال التجاري قام رجال الاعمال من ابناء البلدين بأدوار جيدة في سبيل رفع معدل التبادل التجاري وخاصة أن البلدين يملكان نخبا تجارية عريقة لديها من الوعي والخبرة ما يمكنها من مضاعفة حجم التجاره بين البلدين .

ويحظى مواطنونا  المقيمون في المملكة برعاية خاصه بالمملكة سواء قدموا للحج او العمره او العمل ويتمتعون بخدمات جيدة.

وسهل امتلاك البلدين لشبكة اتصالات متقدمة في زيادة التواصل بين مواطننا المقيمين في المملكة وذويهم. واهتماما بجاليتنا المقيمة فإن صحيفة يوميه باللغة الأوردية تصدر في المملكة وهي عالية التوزيع وتعالج اهتمامات تلك الجالية وتنقل إليها الاخبار والتحليلات بلغتهم.

تتميز العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الاسلامية بالتفاهم التام والرسوخ تمشيا مع حرص قيادتي البلدين الشقيقين على دعمها وتعزيزها خدمة للبلدين والشعبين الشقيقين والامة الاسلامية.

وخلال 68 عاما تطورت العلاقات بين باكستان والمملكة العربية السعودية بشكل مطرد لم يعكر.

ولا تزال علاقاتنا من أقوى وأكثر العلاقات تماسكاً ورسوخاً، وقد كانت المملكة دائماً في طليعة الدول التي وقفت بجوارنا في جميع الظروف والأزمات  .

مواقفنا من عاصفة الحزم :

نحن نؤيد قرار عاصفة الحزم الذي جاء لمساعدة اليمن  وتحريرها من البغاة والمفسدين واستئصال شافة الحوثية المخذولة التي تعبث فساداً في البلاد، وهددت أمنها واستقرارها ووحدتها، وضاق بها الشعب اليمني المسلم ذرعاً بجميع أطيافه.ونعلن تأييدنا الكامل لهذه العملية، ونؤكد أن القضاء على الحوثيين ومن يدعمهم مهمة شرعية لا مناص منها لإعادة الشرعية إلى اليمن، وضمان الأمن والاستقرار للمنطقة، داعين المرابطين في جميع المواقع إلى التحلي بالصبر والثبات حتى يفيء الباغي إلى أمر الله.

و نتضرع إلى الله العلي القدير أن يثيب الجنود المشاركين في أداء واجباتهم, وأن تؤتي العملية ثمارها في أسرع وقت ممكن، وأن يحفظ الله المملكة التي ترفع رآية التوحيد والسنة وتحكم شرع الله عزوجل من كيد الكائدين وحسد الحاسدين، ويحفظ قادتها وشعبها من كل مكروه، كما ندعوالله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين، للاستمرار في خدمة الإسلام والمسلمين والبشرية جمعاء.

جواب دیں

آپ کا ای میل ایڈریس شائع نہیں کیا جائے گا۔ ضروری خانوں کو * سے نشان زد کیا گیا ہے